السلام عليكم،
مرحباً بك يا زائراً صفحتي المتواضعة ..
إن كنتَ تبحث ههنا عن سعر تذكرة السفر فإني أعتذرُ إليك فإنك لستَ في المكان المناسب يا صاحبي!
وإن جئتني ترتجي مني معلوماتٍ عن المواصلات في اسطنبول وغيرها فإن رحالك قد حطت في غير محلها.
وإن جئتَ إلى هنا تبحثُ عن خرائط ورسومات لأهديك السبيل في شوارع اسطنبول فإنك لا محالة تائه تائه.
وإن سلكتَ إليَّ سبيلاً لتعرف سعر الصرف وكم صرف قناص وكم ادخر، وكم كلفته الرحلة وكم كلفه الطعام والشراب، فإن مؤشر البوصلة قد حادَ بك إلى الوجهة الخاطئة، فقناص يكره الحساب والرياضيات.
وإن جئتني يا صاحبي - بارك الله في مجيئك - لتعرف أي سيارة انتعلت، وأي طائرة ركبت وما هو رقم الرحلة وخط سيرها، وفي أي ساعة حثت خطاها ومتى أناخت واستراحت، فإنك على سرابٍ قد وقعت. لكني لن أبخلَ عليك يا زائري لو سألتني، ولن أخفي عنكَ خبراً أنا منه على يقين.
وإني عن ذلك كله لستُ بعاجز، ولو أردتُ لأسهبتُ وأطنبت، ولشرحت وفصّلت، لكني آثرتُ ترك ذلك لغيري من العارفين.
أراكَ مبتسماً تُسائِل نفسك: إذاً ماذا لديك يا قناص!؟
إني يا زائري رجلٌ أهوى القراءة في وجوه البشر، وأستعذبُ الغوص في أعماقهم، واستكشاف مكامن الآلام والآمال في قلوبهم، فأستشعرُ مواجعهم، وأنبشُ هموماً تعتريهم، وتروق لي السباحة في حناياهم وبين ضلوعهم، فأسترقُ السمع لاختلاجات صدورهم وأصوغه أمام ناظريك حروفاً وكلماتٍ إن نالت استحسانك نالني بذلك شرفٌ عظيم، وإن لاقت استهجانك شددتُ العزم ورفعتُ الهمة لعلي في قادم الأيام أنال ثناءك. وإن عزَّ عليَّ لقاء البشر، رافقت الشجر واستنطقت الحجر. وإن صَعُبَ عليَّ ذلك فلا بأسَ يا صاحبي فإني سأحدثُ نفسي وسآتيك من كل مكان بخبر.
لديَّ يا صاحبي بعض كلماتٍ أصوغها وهمّي أن تسكبَ في أذنيك لحناً جميلا وفي قلبك ذكرى تدوم.
ولدي شيء من صور ٍأقتنصها لأجل عينيك لعلك تسافرُ بها معي إلى حيثُ أكون.
فهل ستكون رفيق رحلتي معي في اسطنبول ؟!
دمتم بخير
قناص