احدى المدائن الجميلة التي تقع في الغرب النمساوي ، والتي تعتبر المركز الاداري لاقليم تيرول Tyrol
يتميز اقليم تيرول بقمم الجبال الشاهقة والتي تكتسي قممها بالبياض الصخري صيفاً وبالثلوج شمالاً .. هذا الاقليم يضم العشرات من القرى الجميلة الموزعة على بساطه الأخضر الفتان وحيث الطبيعة القروية البسيطة
عادة تخلو خطة السياح العرب المسافرين الى النمسا من وجود مدينة انسبروك نظراً لبعض المدن التي تسبق هذه المدينة في جدول اولوياتهم السياحية في النمسا ، حيث تكون فيينا العاصمة الأولى ، يليها مدينة سالزبورغ التي تقع في شمال النمسا وعلى مقربة من الحدود الألمانية ، ثم قرية تسل ام سيه Zell Am See التي استهوت بسحرها وفتنتها راغبي الطبيعة والجمال ، حيث تتمثل طبيعتها كونها قرية صغيرة هادئة تحتضن بحيرة رائعة الجمال
وبعد ان تستنفد تلك المدن والقرية الصغيرة حصيلة الأيام التي يقضيها السياح العرب في النمسا يعودون الى ديارهم بعد ختم رحلتهم في ميونيخ الالمانية بحكم موقعها الملاصق للنمسا فتجتمع لديهم في رحلتهم المدنية الاوروبية الحديثة والطبيعة والجمال
أما انسبروك فتبقى في كثير من الأحيان محيدة عن جدول السياح العرب للسبب الذي ذكرته آنفاً .
مما يميز مدينة انسبروك هدوءها وماجمعته من مقومات سياحية عدة مثل الجبال الشاهقة التي تصعد اليها بالتلفريك ، أو المتاحف العديدة ، وشوارعها الجميلة التي تتوزع على جنباتها مختلف المحلات التي تعج ببضائع شتى ، اضافة الى تنوع سكانها مابين الالمان والايطاليين والامريكيين والعديد من الجنسيات الأخرى
ومما يلاحظه الزائر لتلك المدينة قلة السياح العرب وبالتحديد الخليجيين ، وهنا يمكن ان تلائم هذه المدينة أكثر اولئك السياح الذين لايرغبون في التواجد في المناطق التي يغلب تركز السياح الخليجيين فيها.
من أشهر الشوارع في تلك المدينة شارع ماريا تيريزا والذي ينسب لأمبراطورة النمسا (القرن التسع عشر) ، وهذا الشارع يعتبر شارع المشاة والسياح الأول في انسبروك والذي تزينة النوافير الجميلة في منتصفه اضافة الى توزع المحلات والمطاعم والمقاهي على جانبيه ،، ويبدأ هذا الشارع بقوس النصر
ثم ينتهي بمبنى تاريخي قديم متوج بطبقات نحاسية مذهبة ويسمى بالسقف الذهبي . وبجوار مدينة انسبروك توجد قرية Wattens وهي احدى القرى الجميلة الهادئة في اقليم تيرول ، ينطلق بك الباص من قلب انسبروك اليها في فترة لاتتجاوز الربع ساعة حيث يوجد هناك عالم سواروفوسكي للكريستال .
----------------------------------------------------------
مما يلفت الانتباه في مدينة انسبروك كثرة محلات الملابس الرياضية واعتقد أن تكون السمة الرياضية للمدينة لها دور في هذا حيث تصنف ضمن المدن التي تقام فيها الرياضات الأولمبية الشتوية في العالم حيث استضافت الالعاب الأولومبية الشتوية عامي 1964 م وعام 1976 م ، وأثناء تجوالك داخل المدينة فلن تخطيء عيناك رؤية العديد من محلات الرياضه منتشره بشكل ملحوظ .
أما إذا اردت ان ترى أحد اشهر معالم انسبروك فلاتفوت رؤية السقف الذهبي ،،السقف الذهبي - GOLDEN ROOF - GOLD DASHL ويقع في مدخل المدينة القديمة نهاية شارع ماريا تيريزا وقد بناه اركدوك فريدريك الرابع في بداية القرن الخامس عشر الميلادي وفي هذا السقف 3 بلكونات ، والسقف الذهبي عبارة عن صفائح نحاسية مطلية بالذهب تم تدشينه بداية القرن السادس عشر تكريما لزواج الحاكم " ماكسيمليان Maximilian الثاني " بالأميرة بيانكا ماريا Bianca Maria Sforza من ميلان
لاتنسى التجوال في شارع انرين الذي يقع عليه نهر (إن) الخلاب ومشاهدة المناظر الساحرة للجبال والبيوتات الملونة الجميلة على ضفته الأخرى
كما أنصحك بأن لاتفوت على نفسك الذهاب لعالم سوارفوسكي العجيب، إذا اردت الذهاب الى عالم سوارفوسكي فهناك باصات خاصة تقف في محطات محددة تأخذك إليه وفي أوقات معينة
ركبنا الباص الذي يتجه الى عالم سوارفوسكي وانطلقنا إليه حسب الجدول ليتوقف في عدة محطات آخرها كانت محطة Kristall Welten -سوارفوسكي اثناء صغره والذي كان يعمل في قطع الكريستال من اسره تشيكية هاجرت الى WATTENS ليصبح من انجح واغنى رجال العالم ( هذه الصورة التقطتها من احدى شاشات العرض التلفزيونية الصغيرة في المعرض )
احب ان اذكر بأن عالم سواروفسكي يقع في قرية اسمها wattens وعند الذهاب من زيلامسي الى انسبروك فإنك تمر بهذه القرية قبل ان تصل بدقائق الى انسبروك ، عالم سوارفوسكي او Cristall Welten اشبه بمجمع مترامي الأطراف ، ففيه المصنع الخاص بسوارفوسكي : المصنع الذي تأتينا منه اجود انواع الكريستال النقي في العالم ، ويحوي المجمع ايضاً على مقر الشركة ومنتزه صغير خاص بالمجمع يوجد فيه مطل صغير وممرات مائية ومقهى خارجي ومطعم داخل المعرض ، ومن ابرز معالم عالم سوارفوسكي نافورة على شكل وجه شجري عملاق يخرج الماء من فمه وعيناه من الكريستال اللامع ، اضافة الى وجود متحف سواروفسكي, ومعرض لمبيعات الشركة والتي ستحتار في انواعها وتعدد اشكالها وجمالها
عند مدخل عالم سوارفوسكي – ستشاهد على يسارك مقهى لبيع السندوتشات والمشروبات والاغذية الخفيفة وعلى يمينك مكتب لشراء التذاكر
حقيقة التنقلات في انسبروك مريحة جدا فيكاد ان لاتمر بشارع او ممر الا وترى فيه مجموعة من الباصات المختلفة الأحجام والألوان ، كل يذهب الى وجهة مختلفة ، وبعضها يحمل صورة او شعارا للوجهه التي يقصدها ، فانسبروك ليس بها مترو ، بحكم صغر حجم المدينة ، ولعل الوسائل الدارجة هناك هي الباصات التي اصبحت الوسيلة الأكثر شيوعا في المدينة من الترام ، اما بالنسبة للتاكسي فهو وسيلة مريحة للتنقل داخل المدينة وبحكم صغر المدينة وتجمعها على بعض فان المشاوير عادة من 6 الى 10 يورو ( اذا لم تخرج من انسبروك ) ، واثناء ذهابي مع بعض سائقي التكاسي لبعض الأماكن داخل المدينة كنت اسألهم عن طريق مدينة بريقنز BREGENZ الحدودية مع سويسرا ، وعن الذهاب اليها وكانت اجابتهم متفقه بان المدينة لازالت تعاني من تبعات الفيضان خصوصا ان سفري للنمسا كان بعد اسبوع واحد فقط من حصول الفيضان ، ثم سألت احد سائقي التكاسي عن مدى الضرر الذي اصاب مدينة انسبروك فأجاب بأن المدينة لم تتأثر بشكل كبير لكن اغلقت بعض الشوارع كإجراء احترازي ، من حسن الحظ ان رحلتي لمدينة انسبروك آخر وجهه لي في النمسا قبل العودة مرة اخرى الى فيينا مما يعني وجود وقت كافي لتخفيف الآثار التي كنت اتوقعها من جراء الفيضانات التي اجتاحت سويسرا وتضرر منها اجزاء من غرب النمسا .
بعد الخروج من معرض سواروفوسكي اخذنا قسطاً من الراحة في هذا المقهى الخارجي الجميل لننتظر قدوم الباص ، ولك ان تتسائل ؟؟ متى يمكنك الإحساس بالتعب والعناء في ربوع النمسا ؟ ففي كل مكان جلسة او مقهى او كرسي تستريح منه من عناء التجول لامتاع ناظريك ، نعود الى المقهى التي تعمل فيه سيدة بدا عليه اثر الزمان لتقوم هي بنفسها بخدمة الزبائن وتحضير المشروبات والعصيرات والسندوتشات ، ثم تخرج من مقهاها لتقوم بلم القمامة التي يخلفها السياح على الطاولات ، وكم من الهموم المرسومة على وجهها والتي لم يشفع جمال الطبيعة لديهم في ان يمسح تلك الهموم من على محياها،، ثم قمت من الجلسة متجهاً الى حيث يقف الباص حضر الباص في موعده المحدد وطفقنا عائدين الى المدينة بعد قضاء يوم كريستال في احضان قرية WATTENS حيث روعة المكان .. وجمال الطبيعة ،، كم هي جميلة انسبروك ،، والتي شوقك لها سينسيك كونها تقع في اقصى الغرب النمساوي ،، والساعات الطوال التي ستقطعها برا سواءا بالسيارة ام بالقطار كي تصل الى مدينة السعادة ، لاتستطيع وصف شعورك وانت تتجول بين شوارع المدينة العتيقة ،، او بين جبالها الشامخة التي تتحاضن مع السحاب ــ تداعبها قطرات المطر ، ونسمات الهواء العليل ،، لينعكس ذلك الجمال على صفحة وجهك على شكل ابتسامة ، ابتسامة طبيعية نسجتها الطبيعة التي ابدعها الله سبحانه
الى أن وصلنا الى المدينة وقضينا بقية اليوم في شارع ماريا تيريزا والمدينة القديمة الأكل في انسبروكتتنوع الخيارات بالنسبة للأكل في انسبروك من مقاهي صغيرة تبيع الفطائر والمعجنات والاكلات الخفيفة الى مطاعم وجبات سريعه محلية وعالمية ، اضافة الى محلات ذات طابع محلي ومحلات بيتزا وغيرها ..يوجد على شارع ماريا تيريزا العديد من المطاعم ذات جلسات خارجية على جانبي الشارع وبعض المقاهي ، وكذلك فرعين لماكدونالدز الأول في بداية الشارع بعد قوس النصر والثاني في نهاية الشارع في المدينة القديمة كما يوجد فرع لمطعم الأسماك الشهير : نورد سي ( بحر الشمال ) ، اضافة الى بعض محلات المعجنات ومحلات الآيس كريم ، كم تتواجد العديد من المطاعم والمعجنات الأخرى في الشوارع الأخرى ومطعم برقر كنق جوار محطة القطار ومحل للكباب ( الشاورما) التركية بالقرب من محطة القطار والعديد من محلات البيتزا على شارع ماريا تيريزا وامتداده
وبعض الشويرعات الصغيرة المختبئة خلف ثنايا شارع ماريا تيريزا . منظر آخر للشارع وهذا الاتجاه يوصلك الى شارع محطة القطار (الذي اسمه شوديترول ستراس SUDUTIROL STRASS ان لم تخني الذاكرة :114: )
احد المواقف التي مرت علي انني توقفت لركب الباص الذي يتجه بي من شارع " إنرين " إلى محطة القطار ، فتوقف الباص وسألته عن التذكرة فاجابني مبتسما " احك عربي " وكان السائق من احد الدول العربية ، فاخذ يتحدث لي عن الغربة وعن المعاملة الجافة التي يلقاها من النمساويين ، فتعجبت من ذلك وقلت له أنه معروف عن النمساويين حسن التعامل واللطف فأجاب : يااخويا هذا لانك سائح وهم دائماً يتعاملون مع السياح بهذه الطريقة عشان صورتهم جدام الناس ، لكن انت ماعشت معهم مثلي ، صدقني يااخوي لو انك عايش هنا ومو سايح جان شفت سوء التعامل والحقد الدفين ، ،، اردف الرجل في سرد سيرته الخاصة وعن تجربته في المدينة ، بادرته بالسؤال عن اهم الأماكن السياحية في المدينة فاجابني بانه لايعرف في انسبروك الا مقعد هذا الباص والشوارع التي يسير فيها ، لقد كان باديا على وجه الرجل هموم الحياة والغربة ، وتحدثنا عن المواصلات في المدينة وعن السياحة في انسبروك
------------
تعتبر بطاقة انسبروك "INNSBRUCK CARD" الوسيلة الإقتصادية للتنقلات في المدينة سواءاً كانت بوسائل النقل العامة كالباصات العامة والباصات السياحية والصعود بالتلفريك اضافة الى دخول المتاحف والقصر الامبراطوري وقلعة امبراس وبرج المدينة " ذا ستادتروم THE STATTRUM "وحديقة حيوانات الألب ومنصة القفز والنادي الأولومبي وغيرها الكثير من المعالم السياحية وتختلف تسعيرة البطاقة تبعاً للمدة الزمنية المستغرقة والأسعار للبطاقة كما يلي :24 ساعة = 22 يورو48 ساعة = 27 يورو72 ساعة = 32 يورو
اضافة الى قرب الأماكن السياحية في المدينة والتنقل بالباص لمحطة التلفريك وعالم سواروفوسكي وجولتك بالمدينة التي ستكون غالبا على قدميك
1- التنقل في الباص الخاص و النزول و الصعود في الأماكن التي نرغب في زيارتها.2- دخول جميع المتاحف و أماكن السياحة و التلفريك بدون شراء تذاكر و ذلك مرة واحدة للشخص لكل مزار.3- استخدام وسائل المواصلات العامة مثل الترام و الباص.4- عروض و خصومات في محلات معينة.و بطاقة انسبروك كارد يوجد منها ثلاث انواع حسب المدة ... بطاقة صلاحيتها ليوم واحد وبطاقة صلاحيتها ليومين و بطاقة لثلاث ايام ، كما يمكن دوماً الوصول إلى جميع الأماكن السياحية عن طريق الترام أو التاكسي. من اجمل مافي الرحلات السياحية تجربة العربات المعلقة ( التلفريك ) والتي تنقلك من على سطح الأرض لتخترق بك السحاب وتتركك فوق هامات الجبال.
ورغم تلك المزايا التي تتمتع بها تلك البطاقة إلا أنني لم استخدمها حيث رأيت أن زيارة الأماكن السياحية غير مكلفة في المدينة وليست من الصعوبة التنقل بينها حيث باصات SIGHT SEER الحمراء التي تنقلك من اي مكان الى اي مكان في المدينة باسعار تفي بالغرض
يعتبر التنقل بين المزارات السياحية في انسبروك متاحاً للسائح ، إما بالباصات التي تعج بها المدينة أو باصات سياحية خاصة ويفضلها السياح كونها افضل وسيلة اقتصادية وسريعة في المدينة ، حيث توجد في انسبروك وجود باصات شركة SIGHT SEER التي تنقل السائح من أي مكان الى أي مكان آخر في المدينة ، هذه الباصات لها مواقف خاصة بها فتركب فيها فيقوم سائق الباص باخذك على اهم المناطق السياحية في انسبروك والتكلفة زهيدة فالمشوار الواحد عادة 2يورو ونصف اما ليوم كامل فالتسعيرة 8 يورو فقط للشخص ، بمجرد ان تركب هذه الباصات ستجد سماعات امامك تختار اللغة وتضع السماعات على اذنيك ، والجميل انه كلما دخلت شارع او مريت بمكان سياحي او معلم من معالم انسبروك تسمع شرحاً مفصلاً عن هذا المعلم ( تسجيل صوتي ) ، باصات SIGHT SEER في غاية الدقة في المواعيد والراحة ، فاذا لم يكن لديك متسع من الوقت في انسبروك وودت اللف على عدة اماكن سياحية في انسبروك عبر وسيلة اقتصادية فلا غنى لك عن هذه الباصات الحمراء
اضافة الى قرب الأماكن السياحية في المدينة والتنقل بالباص لمحطة التلفريك وعالم سواروفوسكي وجولتك بالمدينة التي ستكون غالبا على قدميك .
ولعل مدينة تحيط بها الجبال مثل انسبروك لن تكون بلاشك بدون تلفريك ، هناك العديد من محطات التلفريك حول أنسبروك وبعضها قد شاهدت له اعلانات وتبعد 40 كلم عن انسبروك ، الا ان اقرب محطة للتلفريك في انسبروك هي محطة HUNGERBAHN ، بامكانك الذهاب بالباص او الترام الى محطة HUNGERBAHN وتكلفة الترام 3,5 يورو ، الا انني فضلت الذهاب بالتاكسي من الفندق الى هناك بمبلغ ( 10.5 ) يورو فقط استغلالاً للوقت . حيث تصعد جبال الألب التايرولية من خلال 4 محطات او مراحل للصعود ـ واعلى قمة فيها هي قمة Nord Park ( المنتزه الشمالي )المرحلتين الاولى والثانية يتم الوصول اليها عن طريق عربة تصعد الى الأعلى عن طريق سكة حديدية ،والمرحلتين الاخيرتين يتم الوصول اليهما عن طريق عربات جماعية كبيرة يكون الناس فيها وقوفاً على اقدامهم داخل العربة . طلبنا من موظف استقبال الفندق تاكسي لينقلنا الى محطة Hungerbahn .
وصلنا الى محطة التلفريك وهناك عرفنا انه توجد عدة فئات للتذاكر ، تبدأ أسعار التذاكر من 7 يورو الى 22 يورو فأخذنا تذكرة لأعلى قمة Hafelerkar بسعر 42 ثم ص عدنا الى العربة التي تقلنا للمحطة الأولى، وفي كل محطة نتوقف قليلاً ونستنشق الهواء العليل ، ثم نواصل جولتنا للمحطة التالية ، فالتي تليها
ومن الأجمل في جولة التلفريك تلك انه كلما صعدت من محطة تلفريك الى اخرى تبدت لك مدينة انسبروك بشكل اوسع وأجمل مما قبل ، وعند وصولنا للمحطة التي تسبق المحطة الأخيرة والأعلى تداخلت معنا السحب في منظر رائع لايوصف !
ثم تابعنا جولتنا بالتلفريك الى المحطة الأعلى حتى وصلنا لأعلى محطة Hafelerkar ، وحينها خاب أملي لعدم رؤيتي للثلوج هناك رغم الارتفاع الشاهق الا انني رأيت منظراً يغني عن ذلك، لقد احتجبت مدينة انسبروك عني فلم اعد اراها ، اصبحت تحت السحاب وأصبحت أنا فوق السحاب ، كم يصعب علي وصف ذلك الشعور ، فسبحان الله العظيم
تعتبر منطقة Bergisle من اشهر المناطق في انسبروك وقد سميت هذه المنطقة على اسم منصة القفز الشهيرة في انسبروك والمعروفة بأسم Bergisle التي بنيت عام 1925 م ثم رممت بمناسبة الألعاب الأولومبية الشتوية التي استضافتها النمسا عامي 1964 و 1976 بعد قضاء بعض الوقت في منطقة Bergisle انطلقت بالباص الى قلعة أمبراس SCHLOSS AMBRASS الواقعة في اقصى المدينة ، حيث كان الباص يقطع طريقه عبر منطقة مرتفعه من انسبروك ولم افوت فرصة التقاط بعض الصور الجميلة للمدينة من الطريق قلعة أمبراس SHLOSS AMBRASيعود ظهور هذه القلعة الى العصور الوسطى عام 1565 وكانت سكناً للحاكم اركدوك فرنانديز الثاني والذي كان يهوى جمع التحف والأسلحة حيث يمكنك مشاهدة مقتنياته في القلعة اضافة الى معرض للوحات الفنية وقاعة للفنون الاسبانية ، فالقلعة عبارة عن متحف- مواعيد الدخول اليها من الساعة العاشرة صباحاً الى الخامسة مساءاً . ولم اضيع المزيد من الوقت في تلك المدينة فقمت بزيارة القصر الامبراطوري والحديقة الانجليزية الرائعه بجواره ، كذلك لم افوت عى نفسي أخذ جولة في المدينة عبر احد عربات الخيول التي اصطفت في طابور مقابل القصر الامبراطوري.
في آخر ليلة في انسبروك قررت تجربة احد مطاعم البيتزا فوجدنا اقربها للفندق مطعم بيتزا النصر TRIUMPHFORTI PIZZA ( نسبة الى قوس النصر ) وتقع على بعد خطوات من قوس النصر على شارع ماريا تيريزا شرقاً ، وكان الجو شاعرياًً للغاية.
بحلول المساء قد تصيبك الحيرة عزيزي القاريء عن الأماكن التي تقضي فيها وقتك في مدينة انسبروك ، اذ ان عالم سواروفوسكي ، المتاحف بانواعها سواءا أكانت تاريخية ، أم فنية ،، ام حربية ، اضافة الى الاطلاع الى بعض المعالم الرياضية والتاريخية الأخرى للمدينة تكون موصدة الأبواب ، آنذاك .. وقت المساء ،، ولعل هذا الطابع الذي يطغى على الانشطة اليومية لمدن النمسا بل لمعظم الدول الاوروبية ،، حيث تكون حياة الليل هناك حياة المقاهي الصغيرة التي تحتضنها جنبات المناطق الشعبية في المدينة باختلاف انواعها واختلاف ماتقدمة من اصناف القهوة والعصيرات والمياه الفوارة والعادية ،، ففي المساء تصبح شوارع المدينة القديمة في انسبروك شبه خاليه الا زواياها وارصفتها التي يتواجد فيها معظم الناس في مقاهيها العتيقة وتتكدس بهم تلك المقاهي كنت اسير على جنبات الشوارع الضيقة والممرات في المساء لاجد حياة المساء في انسبروك تسري في شرايين تلك المقاهي الصغيرة التي يتبادل فيها اهل المدينة السمر والحكايات والضحكات العالية احياناً ،، لتصبح سلواهم تلك المقاهي التي تحتضن بقية يومهم حين يسدل الليل ستاره الدامس بصوته الهامس الذي يطرق الهاجس الناعس
عند الساعة الثانية عشر ظهراً في اليوم الأخير لي في انسبروك قمت بانهاء اجراءات الغرفة وطلبت من موظف الفندق تاكسي فاستغرب وقال ان محطة القطار قريبة جداُ ولاتحتاج الى تاكسي (هل يمكنك أن تجد أمانة كهذه في بعض البلدان العربية ؟) ، ولكني اخبرته بالمشكلة التي في عجلات الحقيبة فطلب تاكسي وعند الخروج من الفندق بصحبة سائق التاكسي وصلت الى محطة القطار وكان بيدي نشرة عن المزارات السياحية في انسبروك قد اخذتها من مكتب الاستعلامات السياحية ، ولأن سفرنا سيطول الى فيينا ( 5 ساعات و 5 دقائق تقريبا ) فقد تجهزنا بالمؤونه للقطار حيث اننا قررنا ان يكون غداءنا وعشاءنا اثناء الطريق بعض السندوتشات ، والخيارات في المحطة رائعة ومتعددة بالنسبة لمحلات الفطائر والسندوتشات ، بعد ذلك انطلقنا نحو قطارنا الذي سيأخذنا الى العاصمة النمساوية فيينا ، حيث سنقضي فيها ليلتنا اليتيمة قبل توجهنا لأرض الوطن.
انتهى ..
